على الرغم من المبادرات العديدة التي اشرت تقدماً ملموساً في تعزيز العلاقات بين تركيا وبعض الدول العربية كالسعودية والامارات ، وما رافق هذه المبادرات من ترجمة حقيقية انعكست على هذه العلاقات عموماً وعلى التعاون الاقتصادي خصوصاً ، ومن هذه الانعكاسات ازدياد الاستثمارات العربية في تركيا ، كما في تقديم المملكة العربية السعودية وديعة مالية بلغت خمسة مليارات دولار للبنك المركزي التركي في شهر اذار للسنة الحالية ، فان انعكاسات ما جاء في القمة العربية كان له اثر اكثر وزناً في مقياس تطور هذه العلاقات ، ويبد ذلك جلياً في كلمة الامين العام لجامعة الدول العربية السيد احمد ابو الغيط الذي ركز على تركيا بأعتبارها من اهم دول المنطقة التي ينبغي تعزيز اواصر العلاقات معها .
وعلى خلاف البيانات الختامية للقمم العربية السابقة ، جاء البيان الختامي الحالي خالياً من اية اشارة الى الاعمال العسكرية لتركيا في شمال سوريا والعراق ، والتي كان يشار اليها من باب النقد السلبي ، في حين يترجم هذا السكوت بإعتباره اشارة على تحسن العلاقات مع الدول العربية من جهة ، واقراراً لحق تركيا في ممارسة حق الدفاع عن نفسها في مواجهة المنظمات الارهابية في تلك المناطق من جهة اخرى .
وتبين هذه النتائج نجاح السياسة التركية التي اتبعت تجاه بعض الدول العربية نحو تصفير المشاكل معها ، كما يعكس حجم الدور الذي يمكن ان تلعبه تركيا في المنطقة ، والثقة المتزايدة من جانب دول المنطقة في الاعتماد على تركيا في توفير بيئة ملائمة لبناء علاقات فاعلة بين الدول .
